شهدت الساعات القليلة الماضية إعلان نادي الأهلي المصري عن تشكيل الهيكل الخاص لشركة كرة القدم برئاسة رجل الأعمال الشهير ياسين منصور ومعه مصطفى مراد فهمي نائبا وحسام غالي عضوا.
وأعلن نادي الزمالك بعدها بساعات قليلة تأسيس شركة كرة القدم بقرار من اللجنة المؤقتة برئاسة المستشار عماد عبد العزيز.
وجاءت خطوة إطلاق الأهلي والزمالك شركات كرة القدم لتعيد هذا الملف إلى دائرة المناقشة من جديد خاصة أن هناك خلط بين مفهوم شركة كرة القدم وبين تمويل صفقات بعض الأندية وإنقاذها ماليا.
ويبرز السؤال المهم في مواجهة فكرة شركات كرة القدم في مصر: هل ستكتفي هذه الشركات بإدارة اللعبة فقط أم أنها ستكون مصدرا للتمويل؟
ثم يأتي السؤال الأصعب: هل ستؤول للشركتين ملكية فريقي كرة القدم بالأهلي والزمالك؟
ويبدو هذا السؤال مطروحا بعد إعلان إبراهيم عبد الله عضو اللجنة التنفيذية بنادي الزمالك عن تقدير الإدارة أصول كرة القدم بالقلعة البيضاء واقتراب النادي من الاتفاق مع مستثمر خليجي لتمويل مشروع شركة كرة القدم.
إدارة أم ملكية؟
تحدث عمرو مصطفى، الرئيس السابق لشركة المقاصة سبورت لكرة القدم، ل عن أهمية إجابة مسؤولي الأندية عن هذا السؤال وتوضيحه للجماهير.
وقال مصطفى إن أغلب الأندية المصرية عبارة عن أندية أهلية مملوكة للدولة والجمعية العمومية للأندية وبالتالي مسألة إنشاء شركة لكرة القدم هو أمر يحدد مصير فريق الكرة.
وأضاف: "فكرة إنشاء شركة لإدارة كرة القدم بالنادي ليست جديدة بل تم تطبيقها بالفعل في الدوري المصري منذ سنوات في أندية عدة مثل وادي دجلة ومصر المقاصة وغزل المحلة".
وتابع: "الحديث عن وجود مستثمر يشتري شركة كرة القدم وما يتردد في هذا الشأن أمر يحتاج تشريعات عديدة فلا يجوز بيع أصول أي ناد وهو في الأساس مملوك للدولة. أعتقد أن هذا الملف يحتاج سنوات عدة لإنجازه".
وأشار إلى أن الأمر بالنسبة للمتابعين في الأندية الكبرى عبارة عن فصل كرة القدم عن باقي أنشطة النادي ووضع ميزانية خاصة، لكن دخول مُلّاك أو مستثمرين لشراء فرق الكرة سيكون أمرا بحاجة لإعادة صياغة قانونية.
نسبة 51%.. ونقطة الانطلاق
تشير اللوائح وقانون الرياضة المصري إلى أهمية بند امتلاك الأندية نسبة 51% من أسهم شركات كرة القدم.
ويبقى هذا البند بمثابة نقطة فارقة لأنه يؤكد امتلاك الأندية حق إدارة كرة القدم في النهاية وعدم انتقال الملكية للمستثمر صاحب أكبر حصة من الأسهم، وبالتالي ينسف فكرة سيطرة المستثمرين على ملكية الفرق.
وقال حسام عزو، المشرف على الكرة بنادي غزل المحلة، ل إن شركات كرة القدم كيان إداري يساعد الأندية على فصل ميزانياتها عن باقي أنشطة الأندية.
وأضاف: "التجربة ما زالت في بدايتها في مصر، والأندية ستتطور في هذه التجربة وستتخذ خطوات أسرع مع مرور الوقت، خاصة مع تسهيل قانون الرياضة للأندية فتح باب الاستثمار وبالتالي الشركات ستكون نقطة انطلاق مهمة".
وتابع: "غزل المحلة له تجربة أعتبرها جيدة لأنها فصلت نشاط كرة القدم عن باقي أنشطة الشركة وتساعد في تطوير اللعبة بالنادي".